الرضاعة الطبيعية في عصر المعلومات
إن مهارة التواصل أمر نتعلمه ونكتسبه مبكراً جداً في الحياة .. فعلى سبيل المثال ، تكون الركلة الأولى التي يحدثها الجنين في بطن أمه هي علامة على بدء الاتصال بينه وبين العالم الخارجي .. وأثناء الرضاعة تعمل النظرات المتبادلة بين عين الرضيع وأمه كلغة ذات قواعد وأصول يتفاهمان بها ، مما يساعد على طمأنة الأم وابنها وشعورهما بالسكينة والهدوء .. وعندما يمص الرضيع الثدي تنبعث جميع أنواع الإشارات والاتصالات المعلوماتية التي تنقلها الأعصاب بسرعة وتصل إلى الأماكن المناسبة في مخ الأم ، لتحفزه على إصدار الأوامر العصبية التي تعمل على إدرار المزيد من اللبن ، كل هذا يحدث في تناسق زمني محكم ، لينتج لبن الأم في الوقت الملائم ، وبدرجة الحرارة الملائمة ، والكمية الملائمة أيضاً .. كل هذه المعلومات والاتصالات الفطرية على الرغم من تعقيدها تحدث ببساطة ودقة متناهية ، وهي نموذج تعجز عن محاكاته تقنيات الاتصالات الحديثة ، وكذلك تعجز عن محاكاته طرق تغذية الرضيع الصناعية . إن لبن الأم يوفر للأطفال غذاء مثالياً يحميهم – بإذن الله – من الإصابة بالأمراض الخطيرة مثل الإسهال ، وعدوى الجهاز التنفسي (بما في ذلك الالتهاب الرئوي) ، والتهابات الأذن ، والجهاز البولي . وليس اللبن فقط هو المهم بل إن الحركات المصاحبة للرضاعة من الثدي كاحتضان الطفل ومداعبته هي أيضاً لها دور هام في العناية بالطفل ، وهي تساهم في نموه البدني والنفسي السليم .. والنفع لا يقتصر على الأطفال وحدهم بل يعود على الأمهات أيضاً .. فالرضاعة تقلل من خطورة إصابة الأمهات بسرطان الثدي والمبيض ، وكذلك أنيميا نقص الحديد ، وكسر عظام الحوض . أثر التكنولوجيا الحديثةلا ينكر أحد أننا تعيش في عصر الثورة المعلوماتية المبهرة ، وأن تكنولوجيا الاتصالات الحديثة قد نجحت ليس فقط في أن تنقل إلينا الأحداث التي تقع في أقصى العالم في لحظات سريعة.. بل نجحت في أن تنقل مشاعرنا نحن إلى مكان الحدث لنعيشه لحظة بلحظة ونشاهده رؤية العين .. وغدت المعرفة والعلوم ثمة تميز عصرنا .. ومع إدراكنا لعمق الإنجازات التي تحققت من وراء هذه الثورة المعلوماتية ، إلا أنه من الواضح أن التدخلات التي تعارض وتعاكس الطرق الطبيعية في تغذية الأطفال قد ازدادت أكثر فأكثر مع وصول تقنيات الاتصالات والمعرفة الجديدة .. وذلك بسبب الاستغلال السيئ والممارسات التسويقية والتجارية غير الأخلاقية .. التي كان لها الأثر في تغير نمط الحياة والاستهلاك للإنسان المعاصر مما أضر بممارسات الإرضاع من الثدي .
في هذا العام يركز أسبوع الرضاعة العالمي الضوء حول أهمية إبراز دور الرضاعة الطبيعية في عصر المعلومات من خلال نقل الحقائق المتعلقة بالرضاعة ونشرها علىنطاق واسع بين الناس والجمهور عبر جميع وسائل الاتصالات المتاحة مثل الإنترنت ، والراديو ، والتلفزيون ، والصحف ، وأفلام الكرتون ، والقصص ، والمسرح ، ومسرح العرائس ، والموسيقى ، والملصقات ، واليافطات ، والإعلانات ، واللوحات ، والتمثيل . |
||
أهداف أسبوع الرضاعة عام 2001 هي· تركيز الاهتمام حول وسائل وطرق الاتصالات المختلفة والأساليب الفعالة لتوظيفها فيما يحقق النفع للرضاعة · التأكيد على نشر المعلومات الصحيحة عن الرضاعة مثل أهمية الرضاعة الخالصة من الثدي خلال الستة شهور الأولى من عمر الطفل · المشاركة بالأفكار والخبرات حول قضايا الاتصالات والتحديات الملحة التي تهدد الرضاعة الطبيعية · توفير وتشجيع الاعتماد على أساليب مبتكرة تساعد في دعم الأمهات المرضعات |
||
|