Home خريطة الموقع   مجموعة إيبفان بالعالم العربي

 

 

 

 

 

 

 شهادت تقدير   الحلقة الدراسية لمنظمة ايبفان   خطاب تيد جرينر   خطاب اليسون لينيكر

 

 

 

 

أليسون لينيكر 
مديرة جيفا _ إيبفان سويسرا

 

تقدر منظمة الصحة العالمية أن مليون ونصف مليون من الأطفال يموتون كل عام بسبب الإسهال لأنهم حرموا من الرضاعة الطبيعية، وعلى الرغم من هذه الأرقام المحزنة، تستمر الشركات المنتجة لأغذية الأطفال في حملاتها الإعلانية عن الألبان الصناعية بأساليب تضر بالرضاعة الطبيعية، وفي مواجهة ذلك تعمل منظمة (إيبفان) على حماية الرضاعة الطبيعية ودعمها، وضمان حصول الأمهات على معلومات صحيحة عن طرق تغذية الأطفال والرضّع بعيداً عن أية ضغوط تجارية وإعلانية تمارسها الشركات، كما تعمل إيبفان على تحسين ورفع مستوى الأمان للألبان الصناعية عند الحاجة إليها.

كل 30 ثانية يموت طفل بسب الرضاعة من الزجاجة

إن شركات أغذية الأطفال وزجاجات وحلمات الإرضاع تدرك جيداً أن الرضاعة من الزجاجة إذا لم تُعدّ بطريقة سليمة فإنها تؤدي إلى الموت، ومع هذا مازالت الشركات تضع الاهتمام بالربح الذي تجنيه قبل الاهتمام بصالح الطفل وصحته، فالشركات تشجع الأمهات والعاملين الصحيين على استخدام منتجاتها من الألبان ومستلزمات الرضاعة الصناعية، بينما تهمل حساب الخسائر والموتى الذين يتساقطون من جراء هذه الأعمال.

إن حياة مليون ونصف مليون طفل يمكن إنقاذها كل سنة إذا أوقفنا التدهور الذي تشهده رضاعة الثدي، وذلك حسب قول منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)

فكل 30 ثانية يفقد طفل رضيع حياته دون داع، ويتعرض ملايين غيره للإصابة بأمراض خطيرة، بينما تلهب أسعار الألبان الصناعية الأسر الفقيرة والمعدومة، وتزيد معاناتهم مع الفقر والجوع والمرض.

كيف تقتل الزجاجة الأطفال؟

إن الماء المستخدم في إعداد وجبة الرضاعة يكون عرضة للتلوث، كما يصعب الحفاظ على نظافة الزجاجة والحلمات خاصة بين المجتمعات الفقيرة، وفي هذه الأحوال تؤدي الرضاعة من الزجاجة إلى الإصابة بالإسهال،الذي يعتبر القاتل الأول للأطفال حول العالم.

وثمن مسحوق اللبن الصناعي يكون غالياً بالنسبة للأسرة رقيقة الحال، وتصل تكلفته أحياناً أكثر من نصف إجمالي دخل الأسرة، وهذا يعني أن الرضاعة من الزجاجة ستسهم في إصابة جميع أفراد الأسرة بنقص التغذية.. وفي بعض الأوقات، تسعى الأمهات الفقيرات إلى تقليل النفقات عن طريق تخفيف تركيز اللبن عند تحضير الرضاعة، ونتيجة لذلك لا يحصل الرضيع على احتياجاته الغذائية الضرورية، وتتدهور حالته الصحية ويتعرض للخطر.

إن مرض (رضاعة الزجاجة) هو مصطلح يطلق على مجموعة الأمراض القاتلة التي تنتج عن الرضاعة من الزجاجة وتشتمل على الإسهال والجفاف وسوء التغذية.

الرضاعة أفضل بداية في الحياة

إن الرضاعة الطبيعية لا تكلف شيئاً وهي مأمونة وتحمي من الأمراض المعدية.. ومن النادر جداً ألا تقدر الأم على الإرضاع الناجح من الثدي لأعذار جسدية حقيقية.

وتقلل الرضاعة الطبيعية مخاطر الإصابة بالأمراض في جميع البلدان حتى في الدول المتقدمة، فمثلاً في المملكة المتحدة تزداد معدلات الإصابة بأمراض الجهاز الهضمي والنزلات المعوية بمقدار 10 أضعاف بين الأطفال الذين يرضعون من الزجاجة عن الذين يرضعون طبيعياً.

وتقول منظمة اليونيسف أن في حالة استعمال ماء غير نظيف في تحضير وجبة الرضاعة تزداد معدلات الوفاة بمقدار 25 مرة.

لا يحتاج الأطفال الذين يرضعون من الثدي أية أغذية أو مشروبات إضافية غير لبن الأم منذ الولادة وحتى عمر 6 شهور تقريباً، كما تقل لديهم معدلات الإصابة بمرض السكري والالتهابات الرئوية والتهابات الأذن وبعض الأورام السرطانية. وقد أظهرت الدراسات أن الأم التي ترضع من ثديها تكون أقل عرضة للإصابة بسرطان الثدي وسرطان المبيض، وطفلها يكون أقل عرضة للموت الفجائي الذي يصيب الأطفال وهم نيام في المهد (cot death).

إن لجميع الأمهات الحق في الحصول على معلومات صحيحة عن طرق التغذية المثالية للأطفال بعيداً عن الضغوط التي تمارسها الشركات، وإذا اختارت الأم الإرضاع من الزجاجة فيجب أن تكون واعية ومدركة للمخاطر الصحية والتكلفة المادية التي تنتج عن ذلك.

كيف تنجح الشركات في نشر الرضاعة من الزجاجة؟

تجتهد الشركات في إقناع العاملين الصحيين والأمهات على التوجه إلى الإرضاع من الزجاجة والتخلي عن رضاعة الثدي، وذلك حتى تحقق لنفسها الربح المادي. وسعياً وراء ذلك تمارس الشركات خططاً وتكتيكات متنوعة تتراوح بين الإعلان ونشر المعلومات الخاطئة، إلى إرسال مندوبي المبيعات إلى المستشفيات للترويج عن الألبان، وإلى رعاية المؤتمرات ودعم العاملين الصحيين والمرافق الصحية.

المدونة الدولية

لقد أقرت جمعية الصحة العالمية إصدار المدونة الدولية عام 1981، وجمعية الصحة العالمية هي الكيان أو الجهة المسئولة عن وضع سياسات منظمة الصحة العالمية.

وتهدف المدونة الدولية إلى حماية الأمهات والأطفال من ممارسات التسويق غير الملائمة التي تمارسها الشركات، فالمدونة تحظر الترويج عن بدائل لبن الأمهات وزجاجات وحلمات الرضاعة، كما تهدف إلى ضمان حصول الأمهات على معلومات دقيقة من العاملين الصحيين، وفيما بعد صدرت عن جمعية الصحة العالمية قرارات أخرى لتوضيح وتعزير المدونة الدولية.
اضغط هنا لتعرف  المزيد عن المدونة

ولكن ماذا يحدث حالياً؟

تستمر أغلب الشركات المنتجة في ممارسة أساليب الترويج غير الأخلاقية، بينما تدّعي التزامها بالمدونة الدولية. ويزداد تدريجياً إنفاق الشركات على أنظمة الرعاية الصحية والعاملين الصحيين، وهذا المال المدفوع تستثمره الشركات بالطبع في الترويج عن منتجاتها.. وللأسف تفوق هذه الاستثمارات الضخمة ما تنفقه الدول والحكومات على برامج التوعية الصحية عن الرضاعة الطبيعية وتشجيعها، وتكون النتيجة النهائية في غير صالح الرضاعة الطبيعية.

وتعرف الشركات أن نجاحها في إقناع عامل صحي واحد على التوصية باستعمال منتجها يضمن لها وجود حليف لعلامتها التجارية طوال العمر، وهذا أكثر جدوى اقتصادية من إقناع كل أم على حدة. والأخطر من ذلك أن الدعاية داخل المستشفيات تنطوي على تلميح بإقرار المستشفى لهذا المنتج، وكان لهذا السلوك بجانب نشر المعلومات الخاطئة والمضللة الأثر في انتشار الانطباع الخاطئ فيما بين الأمهات والعاملين الصحيين بعدم قدرة أغلب السيدات على الإرضاع من الثدي.

أما توزيع العينات المجانية أو المدعومة من الألبان الصناعية على المستشفيات وأقسام الولادة، فهو أسلوب تسويقي أكثر فاعلية، لأنه يشجع على إرضاع الطفل صناعياً، وهذا يعوق الرضاعة من الثدي، ويؤدي إلى فشلها، وفور خروج الأم من المستشفى سيتعذر عليها الحصول على العينات المجانية، وتلجأ إلى شراء الألبان لمدة عامين أو أكثر، ومن ثم تنجح الشركة في الإيقاع بزبون جديد، بينما يُحرم الرضيع وأمه من الحصول على مزايا رضاعة الثدي التي تعتبر أفضل بداية للأمومة الحنونة.

إن من المهم إدراك أن المناداة بفرض الرقابة على الشركات لا يعني القيام بثورة انقلابية، ففي أوجه عددية من حياتنا اليومية تتشابك الرقابة لتصنع نسيجاً يعود على المجتمع بالحماية والنفع.

فالمجتمع لا يتكل على الثقة وحدها لمنع جرائم القتل والسرقة والغش والعنف، بل يعتمد المجتمع على قوانين وأنظمة يتم تعزيز تطبيقها.

والشركات نفسها استفادت من الأنظمة التي تحمي مصالحها، مع أن المستهلكين الضعفاء ظلوا سنوات طويلة دون أنظمة وقوانين توفر لهم الحماية اللازمة أمام تلك الشركات التي لم تكن تستحق منا الثقة.

لذلك قامت ايبفان ومازالت تكافح في تحقيق الحد الأدنى من المتطلبات لحماية الطفولة والمجتمع 

حكمة:
"كل ما يحتاجه الشيطان ليحقق انتصاره هو أن يتقاعس الأخيار عن العمل"

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

Home ]

  Copyright © 2008 موقع الرضاعة الطبيعية